الشعرفي العصرالجاهلي الشعركلام موزون مقفى دال على معنى، وهو لغة الشاعر في التعبير عن كم هائل من العواطف ،بلغة فنية تعتمد على البيان والتصوير والايحاء ،وهواحد الفنون التي تركت اثارا راسخة عبر الاجيال، ففي القديم بينما كانت الامم تسعى لتشييد الحصون والقلاع كان العرب يحرصون على كتابة الشعر واتقانه ،فالشعر عند العرب له منزلة عظيمة تفوق منزلة تلك الابنية، وكما يقال الشعر ديوان العرب.
والشعر الجاهلي هو ذاك الشعر الذي ظهر قبل الاسلام، امتاز عن بقية الشعر بجزالة الفاظه ومتانة تركيبه وغنى معلوماتهن فهو يعد وثيقة تاريخية للعربي في ذاك الزمان ،وسجل لحياته، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (كان الشعر علم قوم لم يكن لديهم علم اصح منه) لانه، كان يصور البيئة الجاهلية بما فيها من احداث، وحروب وشخصيات وعادات وهومن اكثر الفنون التي مارسها العرب ،فهو ميزة تواجدت في كل شخص كفطرة، ففصاحة لسانهم وسلامة لغتهم جعلت من قصائدهم نهج قويم يكشف عن عبقرية ادبية لم يستطع احد الى يومنا ان يصل الى موازاتها.
اغراض الشعرالجاهلي:
تجسدت اغراض الشعر في مجموعة من الموضوعات التي نضم فيها الشعراء شعرهم وتمثلت في:
ـ الفخر و الحماسة : وقصد بها الافتخار والمباهاة من طرف الشاعر ،حيث يفتخر في قصائده بصفات له اوصفات لقومه كالشرف، النسب ،القبيلة، الشجاعة، الكرم، وغيرها والحماسة هي فخر للشاعر بقوته في المعارك والانتصارات في الحروب، ومن ابرز الشعراء الذين تناولوا هذا الجانب من الشعر "عنترة العبسي" "عمرو ابن كلثوم" و غيرهم و لقول "جرير": احلامنا تزن الجبال رزانة يفوق جاهلنا فعال الجهل
ـ الوصف: هوالكشف عن حالة الشئ واظهاره على ماهو عليه في الواقع، اوالصور ة التي ينسجها له الشاعر، و هو من الاغراض التي تفنن شعراء الجاهلية فيها، فنراه يرد في معظم شعرهم، و هذا بسبب مظاهر البيئة المختلفة، كالصحراء، السحب، و الامطار، الليل بظلمته، برودة الشتاء، شدة المعارك،.... و لقو ل "عنترة" و هو يصف ذبابا:
وخلا الذباب فليس ببارح غردا كفعل الشارب المترنم
هزجا يحك ذراعه بذراعه قدح المكب على الزناد الاجذم
ـ الغزل: هو الشعر الذي يفيض من العاطفة ،وهو ما يعرف بالفن الوجداني ،موضوعه تمحور حول المراءة ،يصفها، ويتحدث عنها ،ينشئ قولا فيها ،ويشمل العفيف وهوالطاهر النقي الذي يحمل مشاعر صادقة، والماجن هوالمستهتر بالاخلاق الغارق في الجانب الحسي للمراة .احتل هذا الغرض مكانة مرموقة في شعرالجاهلية، لان ظروف الحياة الصعبة من بداوة وحروب وفراق جعلت مشاركة الرجل للمراة مجسمة بارزة ،وتنظيم هذا الشعر غريزة لبعث القوة والحماسة في النفوس .ومن اشهر شعراء الغزل "جميل بثينة" و "قيس بن ملوح" الذي لقب بمجنون ليلى و من اشهر ما قال: امرعلى الديار ديار ليلى اقبل ذا الجداروذا الجدار وماحب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
ـ المدح : احد الاغراض التي احتلت مكانة عالية في الشعر الجاهلي نحيث كانت تقاس قوة الشاعر في ذاك الوقت بتقدمه في غرض المدح .وتجلى المدح في رسم صورة عن اخلاق الشخص مع المبالغة فيها وكان المدح وسيلة للتكسب فكان الشعراء يمدحون امرائهم وساداتهم .ومن اشهر ماقيل في المدح للشاعر الجاهلي "النابغة الذبياني" وهو يمدح "النعمان بن المنذر" : فانك شمس و الملوك كواكب اذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ـ الهجاء: هو عكس المدح استعمل بين الاعداء و الخصوم و الشعراء و يقصد به الحاق جملة من الصفات الذميمة بشخص او تجريد شخص من صفات تتحلى بها القبيلة و من ابلغ شعراء الهجاء "جرير" و" الفرزدق": اعددت للشعراء سما ناقعا فسقيت اخرهم بكاس الاول لما وضعت على الفرزدق ميسمي وضعت البعيت جدعت انف الاخطل:
ـ الرثاء: هو تعبير الشاعر عن مايحمله من احاسيس الحزن والاسى والالم ويكون معظمه اتجاه اشخاص ماتوا فهو بمتابت مدح لهم و"الخنساء" هي اروع مثال في الرثاء :
كان عيني لذكراه اذاخطرت فيض سيل على الخدين مدرار تبكي لصخرهي العبرى وقد ولهت ودونه من الجديد الترب استار
ـ الاعتذار: هو تقديم العذر وطلب العفو وبه يبين الشاعر اسفه وندمه على مافعل هو كهدف له وزعيم الاعتذارهو"النابغة الذبياني":
ـ الحكمة: هي تجربة وخبرة وعلم ودراية حيث تترك اثرا بالغا في النفوس و راسخا في الذهون وتستطيع الحكمة ان تكون على شكل نصيحة اوارشاد ومن اولئك الذين عرفوا بحكمهم "زهير بن ابي سلمى" الذي بث حكمه القوية في شعره وقال "المثقب العبدي":
لا تقولن اذا ما لم ترد ان تتم الوعد في شئ نعم حسن قول نعم من بعد لا و قبيح قول لا من بعد نعم:
خصائص شعر الجاهلية:
ـ الصدق والبساطة: حيث تضمن الشعر الجاهلي ميزة الصدق لان الشعراء كانوا يعبرون عن حقيقة مشاعرهم رغم وجود بعض المبالغة وكذلك البساطة وهي ناتجة عن بساطة حياة الشعراء ما ادى الى بساطة الشاعر و شعره.
ـ الخيال: عرف الشعر الجاهلي خيال واسع ناتج عن خيال الشاعر و نرى ذلك في اغلب القصائد.